الطبيب الجاهل المتكلف
قال كليلة لدمنة: اعلم أن من قال ما لم ير وادعى ما لم يعلم أصابه ما أصاب الطبيب الجاهل المتكلف.
فسأله دمنة: وكيف كان ذلك؟
قال: زعموا أنه كان في مدينةٍ من مدائن السند طبيبٌ عالمٌ خبير، فمات، فنظروا في كتبه، فكانوا ينتفعون بها ويتعلمون منها، فأتاهم رجلٌ زعم أنه طبيبٌ، وأن له خبرةً، ولم يكن كذلك. وكانت لملكهم ابنةٌ كريمة عليه، وكانت حاملاً فأصابها بطنٌ فجعلت تحس الأعراض. فبعث الملك في طلب الأطباء فأتت رسله رجلاً منهم كان له علم. فوجدوه قد عمي، فوصفوا له وجع ابنة الملك، فأمرهم أن يسقوها دواءً يقال له زامهران، فرجعوا إلى الملك فأخبروه بذلك. فأمر أن يطلب طبيبٌ ليهيئ ذلك الدواء.
فأتاه ذلك الرجل الجاهل فأخبره أنه عالم عارفٌ بالأدوية وأخلاطها. فدعا الملك بالأسفاط التي فيها أدوية الطبيب، فوضعت بين يديه، فأخذ من أحدها صرةًً فيها سم فجعل منها ومن غيرها زامهران. فلما رأى الملك سرعة عمله في تركيب الدواء ظن أنه عالم، فأمر له بحلىً وكسوة حسنة، وسقى الجارية منه فلم تلبث أن تقطع أمعاؤها فماتت. فغضب أبوها غضباً شديداً وأمر فسقي الطبيب من الذي صنع لها من الأدوية فهلك.
وإنما ضربت لك هذا المثل كي لا تتكلم بما لم تعلم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق